التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
معركة الخرطوم من المعارك الفاصلة في تاريخ السودان الحديث، وقعت بين الحركة المهدية والقوات المشتركة بقيادة جوردون.. فما أحداث معركة الخرطوم؟
أصبحت السودان تابعة لولاية مصر ومحمد علي باشا كما نص على ذلك الفرمان العثماني 1257هـ/ 1841م، وعندما تولى الخديوي إسماعيل الحكم كانت الحركة الاستعمارية في عنفوانها، فخاف أن يقع السودان فريسة احتلال أوربي، فوضع خطة واسعة المدى لاستكشاف منابع النيل وحماية الوطن السوداني، ولكنه ارتكب خطأ فادحًا؛ إذ عيَّن رجلاً إنجليزيًّا هو السير "صمويل بيكر" حاكمًا عامًّا على السودان..
ذلك لأن صمويل بيكر هذا كان شخصية استعمارية صليبية شديدة الحقد على المسلمين، اتبع سياسة خبيثة ترمي لهدفين: الأول هو اقتطاع منطقة منابع النيل وجعلها مستعمرة إنجليزية. والثاني الإساءة إلى أهل السودان وتأليبهم على المصريين؛ وذلك للحد من انتشار الإسلام في جنوب السودان بعدما أصبح الشمال كله مسلمًا خالصًا. بعد انتهاء ولاية صمويل بيكر خلفه رجل لا يقل حقدًا وصليبية هو "تشارل جورج جوردون".
سار جوردون على نفس السياسة؛ مما أدى لظهور الحركة المهدية بقيادة محمد بن عبد الله المهدي وذلك سنة 1293هـ/ 1876م، وبدأت الثورة المهدية تكسب أنصارًا يومًا بعد يوم حتى قويت شوكتها، وبدأت في العمل والكفاح المسلح. وفي هذه الفترة احتلت إنجلترا مصر سنة 1299هـ/ 1882م، فازدادت الحركة المهدية قوة خاصة بعدما طلب الإنجليز من الجيش المصري الخروج من السودان سنة 1301هـ/ 1884م، وحقق المهديون عدة انتصارات باهرة حتى دانت لهم معظم الولايات السودانية.
طلب اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني بمصر من "جوردون" الإشراف على إخلاء السودان من القوات المصرية تمهيدًا لاحتلالها، ولكن "جوردون" رفض ذلك الطلب، وأعلن أن القوات الإنجليزية والمصرية المشتركة بالخرطوم سوف تتحرك للقضاء على الثورة المهدية، وكان ذلك منه غطرسة وتكبرًا دفع ثمنهما عمره ورأسه.
تحركت قوات المهدي باتجاه الخرطوم أواخر سنة 1301هـ/ 1884م، وأرسل المهدي مندوبًا من عنده يطلب من جوردون تسليم الخرطوم، فرفض جوردون وأبى واستكبر بشدة، فضرب المهديون حصارًا شديدًا على المدينة، وعندها تحركت الحكومة الإنجليزية برياسة "جلادستون" وأرسلت قوات لنجدة المحاصرين، وذلك في أوائل سنة 1302هـ/ 1885م..
وعندها قرر المهديون اقتحام المدينة، فاقتحموها في 12 ربيع الآخر سنة 1302هـ/ 1885م، وكان رأس جوردون هي أول رأس تُقطع في هذه المعركة، التي أصبحت بعدها السودان كلها خاضعة للحركة المهدية، وكان لسقوط الخرطوم ومقتل جوردون رجَّة عظمى في إنجلترا، ولكن ثمار الحركة لم تكتمل؛ إذ مات زعيمها بعد ذلك بقليل.
المصدر: موقع مفكرة الإسلام.
روابط ذات صلة:
التعليقات
إرسال تعليقك